Yasmine Merei stammt aus Homs, heute lebt und arbeitet sie in Berlin. Foto: privat
Yasmine Merei stammt aus Homs, heute lebt und arbeitet sie in Berlin. Foto: privat

Über unsere Zukunft wurde ohne uns abgestimmt

Für einige von uns bleibt es immer noch ein Traum demokratisch wählen zu können. Kein Wahlrecht zu haben bedeutet, dass andere darüber entscheiden unter welchen Bedingungen es in Zukunft weitergeht.

Von Yasmine Nayef Merei, 03.10.2017

Unsere Autorin hat die Wahlen angespannt mitverfolgt, schließlich ging es auch um ihre Zukunft hier in Deutschland. Aber während Geflüchtete und allgemein das Thema Einwanderung ein großes Wahlkampfthema waren, müssen die Newcomer*innen selbst auf dem Beobachtungsposten bleiben, denn wählen dürfen sie (noch) nicht. Diese Situation ist keine einfache, besonders wenn der Wunsch wählen zu dürfen, die Konflikte im eigenen Land und damit die eigene Geschichte so sehr geprägt hat. Und dazu scheint die Rolle der neusten Einwanderung nach Deutschland,  mit ein Auslöser für die politische Bewegung am rechten Rand zu sein. Worauf sollte sich da die Hoffnung richten? Vielleicht trotz allem, oder gerade jetzt auf eine Stärkung der Vielen, die sich für Pluralität und ein farbenfrohes Deutschland für alle einsetzen.

 

كانت صورة السيدة أنجيلا ميركل على إحدى مجموعات واتساب التي يتبادل فيها لاجئون سوريون المعلومات حول الحياة في ألمانيا، كافية لأعرف مقدار ما حملته الانتخابات إلينا نحن اللاجئين من قلق وحزن.

كتب على الصورة “أيها السوريون، لقد فزت بولاية رابعة، اذهبوا للنوم يا أبنائي لتستيقظوا غداً باكراً وتذهبوا إلى صفوف اللغة”.

قبل أن تطالعني هذه الصورة، قضيت يومَيّ الانتخابات في منزلي، أتابع الأخبار، وأتلصص على تصريحات أصدقائي من اللاجئين المثقفين على صفحات التواصل الاجتماعي، دون أن أجرؤ على مهاتفة أو الكتابة لأي منهم، لأستطلع آراءهم في الانتخابات وأعد مادة لمقالي هذا. كيف أفعل وأنا أعرف ما قد تحركه أسئلتي من الألم، وما قد تعيده إلى أذهاننا من صور لرفاقنا الذين ماتوا أو ما زالوا في السجون، لآلاف الأطفال السوريين الذين فقدوا أطرافهم، وآخرين فقدوا فرصهم في التعليم واللقاحات الطبية، ومئات المواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين مما دمرته الحرب في بلدي. كل ذلك يحدث منذ ٦ سنوات، منذ حلمنا بيوم كهذا اليوم الذي تعيشه ألمانيا، بيوم تتاح لنا فيه فرصة الاختيار بين عدد من المرشحين، لا أن نذهب للانتخاب ببطاقة عليها اسم مرشح واحد ننتخبه باختيار “نعم” أو “لا”.

لم يخطر في بال غالبيتنا نحن اللاجئين السوريين أن نشهد يوماً انتخابات يختار فيها الشعب الحزب السياسي الذي يلائم طرحُه تطلعاتِه ويلبي احتياجاته لحياة كريمة.

أتابع تقريراً لـ BBC العربية، عن أسباب صعود اليمين في هذه الدورة الانتخابية، التي منها حسب التقرير “الفقر وضعف التعليم والبطالة، وخيبة الأمل من الممارسات السياسية التقليدية”، أكتم ضحكة وغصة في آن معاً، هذا ترف سياسي بالنسبة للاجئين وصلوا إلى ألمانيا بحثاً عن فسحة للحياة، اختاروا غالباً أن يأتي شخص واحد من العائلة، لأن كلفة ركوب المركب المطاطي بميزة احتمال الغرق باهظة، ليُحكم على هذا الفرد إن وصل بالانتظار، وبدخول دوامة الإجراءات، وبالوقوف دائماً في موضع رد الفعل والاستجابة (لا يهم إن كان ذلك عن قناعة أم لا).

خلال هذه الانتخابات، التي لم يقدر لنا يوماً أن نقرر مصيرنا بمثلها، جلسنا نحن السوريين ننتظر الشعب الألماني ليقرر مصيرنا!

قبل سنوات، كانت معرفتي الشخصية بألمانيا لا تتعدى مايكل شوماخر سائق الفيراراي في سباقات الفورمولا ون، ومنتخبها الوطني لكرة القدم، الذي كنت أشجعه بجنون وأحتفظ بصور عدد من لاعبيه، على رأسهم ميرسلاف كلوزه، مايكل بالاك والحارس الفذ أوليفر كان. واليوم أجدني كمئات الآلاف من اللاجئين السوريين أجلس أمام شاشة حاسوبي بترقب شديد، ترتفع نسبة الأدرينالين في دمي إلى أعلى درجاتها، أترقب هدفاً لـ CDU لتنتهي المباراة بفوز الفريق الذي سيحافظ على حقي في اللجوء ويمنحني متنفساً أمام مخاوفي من الترحيل أو منع لم الشمل.

هل نشكل نحن اللاجئين عاملاً أساسياً في صعود AFD كحزب يميني معاد للإسلام بشكل أساسي؟ حتى وإن كنا في موقع لا يتيح لنا الإجابة عن هذا التساؤل كفئة معطَّلة سياسياً، لكن الذي يجب ألا نغفل عنه هو أنه ليس كل اللاجئين إسلاميو الهوى، وأن الانتخابات في نظرنا ليست مجرد استحقاق سياسي للشعب الألماني كجزء من الغرب “الديمقراطي”، بل هي استحقاق على مستوى حقيقة إيمان هذا الغرب بالتعددية، وهي فرصة لمساءلته عن العمق الاجتماعي للديمقراطية، وعن صدق شعارات احترام الثقافات واحترام حرية الرأي والمعتقد والانتماء.

لو لم ينفجر الشرق الأوسط وجزء من أفريقيا بالحروب والمجاعات، ويتدفق اللاجئون إلى أوروبا كعامل تغيير ديموغرافي يخشاه الكثير من الأوروبيين كما يخشاه مؤيدو AFD ومن صوتوا له، ترى ما هي الورقة التي كان سيلعب بها اليمن ليحصد أصواتاً ويتقدم صفوف المعارضة داخلاً البرلمان للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية، ساحباً معه ملامحاً ظن العالم أن وجه ألمانيا سيحافظ على نقائه منها.

وجودنا اليوم كلاجئين يفتح باب التساؤل واسعاً حول الأكثريات والأقليات، سياسياً واقتصادياً ودينياً وعرقياً، وحول خطط الاستثمار في التعدد (إن وجدت)، وتحرير طاقات اللاجئين الكامنة.

لقد كان الصراع السياسي، سبباً في أن يُمنح عشرات الآلاف إقامة الحماية لسنة واحدة بما يمنع لم الشمل، ويطلق الوقت للقاصرين الذين وصلوا ألمانيا دون سن الثامنة عشرة على أمل التحاق عوائلهم بهم، وقد بلغوا أو يبلغون قريباً السن الذي يسقط حقهم في لم الشمل. تماماً كالأمهات والآباء الذين جاؤوا بمفردهم، وكبر أولادهم في تركيا ولبنان وسقط حق الآباء والأمهات في لم شملهم.

ليس لهؤلاء من هوية حالية سوى الضياع، وليس لهم من هوية بديلة في المستقبل إلا الانطواء جراء التفكك الأسري، وفقدان التحكم بالمصير، وهو ما لا يمكن أن تتقبله أي أسرة ألمانية لو مرت بتجربة مشابهة.

قبل ثلاثة أعوام بدأنا بالتوافد على سواحل أوروبا بحثاً عما تبقى لدينا من أحلام وطاقة على الإيمان بأنفسنا وبحقنا في الحياة.

لم يتخذ غالبيتنا قرار قصد بلد معين، كان الهرب من الموت واحتمال الغرق أكثر عشوائية من ضبطه في خطط واستراتيجيات في حال النجاة. لكن ترحيب ألمانيا بنا وإنسانية تعاملها معنا، بالتزامن مع إغلاق الكثير من الأبواب أمامنا، نشر الرغبة في المجيء إليها كعدوى بين العالقين في اليونان وهنغاريا، وحتى بين من وصلوا إلى دول أوروبية أخرى.

وإذا كنا (دون إرادتنا) أحد محاور الصراع السياسي في ألمانيا، فليس من الإيجابي أن نغرق أنفسنا باللوم. نتائج هذه الانتخابات يجب أن تكون دافعنا لإتمام محاولاتنا في البحث عن هويتنا ومستقبلنا وإثبات جدارتنا، كما أنها رغم صعود اليمين فيها، تبقى لمراقبين معطَّلين سياسياً مثلنا شكلاً للديمقراطية الحقيقية، وصورة لألمانيا ملونة تتسع للجميع.

AUCH INTERESSANT